“كمال أبو رية يكشف أسرار تجربته الفنية في ندوة المعهد العالي الدولي للإعلام”
كتب :- إبراهيم نور
تصوير :- فيلوباتير عادل
برعاية الاستاذ. دكتور سهير صالح، عميدة المعهد، وأستاذ دكتور إلهام يونس، وكيل المعهد وأستاذ دكتور رامي عطا رئيس قسم الصحافة، نظم قسم الصحافة بالمعهد العالي الدولي للإعلام ندوة حوارية بعنوان “الفن والدراما”، بحضور الفنان الكبير كمال أبو رية والناقد الفني والصحفي محمد طعيمة محاورًا وتحت أشراف دكتور هند يحي.
بدأت فعاليات الندوة بكلمة دكتور. رامي عطا، رئيس قسم الصحافة بالمعهد، قائلًا: “يسعدني أن أفتتح هذه الندوة اليوم، وأن أرحب بحضراتكم جميعًا مع بداية عام جديد نتمنى أن يكون عامًا سعيدًا على كل المصريين. كما يسعدني أن نلتقي في هذا الصرح الثقافي العريق الذي يجمع بين الأكاديمية والمعرفة والفن، ويجسد دور المؤسسات العلمية في دعم الوعي المجتمعي.
هذا اللقاء يأتي تقديرًا لدور الصحافة والإعلام والفن في تشكيل الوعي وتوثيق تراثنا الثقافي. فالصحافة بتاريخها العريق ومؤسساتها المختلفة كانت دائمًا مرآة للمجتمع، تحفظ ذاكرته، وتقدم رؤى تساعد على الفهم والتفكير وإعادة قراءة الواقع.والفن بمختلف أنواعه شريك أساسي في هذه الرحلة؛ فهو أحد أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية، وله تأثير بالغ في تشكيل منظومة القيم. كثير من الشباب يتأثرون بالفنانين وأعمالهم، لذلك يظل الفن قوة ناعمة مؤثرة ليس في مصر فقط، بل في العالم العربي كله.
الدراما على وجه الخصوص تتيح لنا رؤية الواقع من زوايا مختلفة؛ فهي لا تنقل الأحداث فقط، لكنها تعيد تقديم التاريخ والشخصيات المؤثرة بشكل يساعد الجمهور على الفهم والتأمل. وقد تعلمنا الكثير من خلال أعمال درامية خُلّدت في وجداننا وامتدت تأثيراتها عبر الأجيال.
وبهذه المناسبة، لا بد أن نشيد بمسيرة فنان كبير وأستاذ قدير، هو ضيف ندوتنا اليوم الفنان كمال أبو رية، الذي قدم شخصيات تاريخية واجتماعية أثرت في الوعي العام، وترك بأعماله بصمة قوية في الدراما المصرية والعربية. كثيرون منا تعرفوا على رموز تاريخية من خلال ما قدمه على الشاشة، سواء في أعمال تناولت شخصيات مثل قاسم أمين أو غيره من الرموز التي ساهمت في تشكيل الوعي الوطني والاجتماعي.إن علاقة الثقافة بالفن علاقة وثيقة؛ فهما جناحان يكملان بعضهما في بناء الوعي وتقديم رسالة تصلح الواقع وتفتح مسارات جديدة للتفكير. لذلك تأتي ندوتنا اليوم لتسليط الضوء على هذا الترابط، وعلى الدور الكبير الذي يلعبه الفن في المجتمع، سواء في الدراما التلفزيونية أو السينما أو المسرح أو حتى الأعمال الإذاعية.

ثم ألقت دكتور سهير صالح عميدة المعهد كلمة قائلة: “إن القيم الإنسانية والاجتماعية والثقافية التي نتمسّك بها هي الأساس الذي ننطلق منه في أنشطتنا وبرامجنا الأكاديمية. ومن هنا تنبع أهمية الحوار مع الفنانين والمبدعين الذين يعيشون التجربة الفنية على أرض الواقع، إلى جانب النقاد الذين يضعون الأعمال في إطارها الثقافي والاجتماعي. هذا التكامل يمنح طلابنا فهمًا أعمق للأبعاد المتعددة للفن ودوره في المجتمع.
ويسعدنا اليوم أن نستضيف أحد النجوم الكبار الذين لطالما أسعدونا بأدوارهم المميزة، الفنان الكبير والمبدع الأستاذ كمال أبو رية. وجوده بيننا فرصة مميزة للتعرف على رحلته الإبداعية الطويلة، واستخلاص الدروس من خبرته الواسعة في تقديم شخصيات تركت أثرًا كبيرًا في وجدان الجمهور.كما أن الحوار يزداد ثراءً بوجود الناقد والكاتب الصحفي الأستاذ محمد طعيمة، الذي سيمنح اللقاء بُعدًا نقديًا وفنيًا مهمًا.
ونحن في المعهد نؤكد دائمًا حرصنا على دعم الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية المتنوعة، إيمانًا بأن الطالب يحتاج إلى بيئة تعليمية ملهمة تتجاوز حدود المقررات الدراسية لتصبح فضاءً للإبداع والابتكار. هذا الدعم المستمر يؤكد رؤيتنا في تنمية مهارات الطلاب وصقل مواهبهم، ليكونوا قادرين على خوض الحياة المهنية بثقة ووعي.
أتوجّه أيضًا بالشكر لكل الزملاء والزميلات الذين بذلوا جهدًا كبيرًا في الإعداد لهذه الندوة منذ لحظة التفكير فيها وحتى تنفيذها. شكري للزميلة الدكتورة هند يحيى، وكل أعضاء فريق قسم الصحافة الذين شاركوا في التنظيم والتنسيق بكل حب وإخلاص.
أشكر حضوركم جميعًا، وأتمنى لكم وقتًا مفيدًا وممتعًا.

ثم بدأت فعاليات الندوة بكلمات طعيمة عن بداية أبو رية الفنية، وأنه كان يحب الغناء وكان سيسلك هذا الدرب، ولكنه فشل فيه.
ومن جانبه قال أبو رية: “مين قال إني فشلت؟ أنا بحب الغنا وهغني معاكو دلوقتي”. ثم بدأ بغناء أغنية للفنان الراحل عبد الحليم حافظ، ثم أعرب عن مدى حبه لعبد الحليم وزياراته المتكررة لبيت عبد الحليم.
ومن جانبه قال محمد طعيمة: “خلينا نروح لتحوّل مهم في مسيرتك… أنت بدأت بأعمال تاريخية ثقيلة، وفجأة دخلت في كوميديا خفيفة. إزاي حصل التحول ده؟
وبالمناسبة دائمًا بشبّه شغلكم الأخير بتعاون الطلبة لما يطبخوا مع بعض… كل واحد بيضيف حاجة.”
ثم أجاب أبو رية قائلًا: “هو فعلًا كده. الكوميديا محتاجة جرأة وخفة دم وتجريب كتير. أنا كنت عايز أطلع من الإطار اللي الناس حبستني فيه… شخصية المؤرخ، القاضي، المثقف. حبيت أعمل نقلة. وفعلًا التجربة كانت شبه مطبخ… كل ممثل له نكهة، ولما النكهات بتتجمع بتعمل طبق جديد.”
ثم قال طعيمة: “قدمت لنا واحدة من الشخصيات اللي حققت نجاحًا كبيرًا لك في الفترة الأخيرة… والنجاح ده بصراحة راجع لذكاء الكاتب في رسم الشخصية. خصوصًا أحمد عاطف. كان عامل شغل دقيق جدًا.”ودائمًا أقول إن الشغل الجماعي والزملاء لهم فضل كبير في الكوميديا.
ليجيب أبو رية قائلًا: “صحيح الكاتب هو اللي بيحط الأساس، ولو الأساس مضبوط، الشخصية بتقف على رجلها.
أنا دائمًا بتعامل مع كل شخصية كأن لها خط فعل متصل… من أول مشهد لآخره. ده اللي بيخلي الأداء واسع وفيه مساحة للتلوين.”
وأضاف: “إن الممثل لازم يقرأ النص وكأنه أول مرة يشوفه. يعني ما يبانش عليه إنه فاهم اللي جاي.”
طعيمة: “شايف إن ده بيأثر على مصداقية الأداء؟”
أبو رية: “لو رد الفعل مش طبيعي… الجمهور بيحس. لازم أتعامل مع كل مشهد كأنه بيحصل قدامي لأول مرة. الممثلون بيختلفون في طريقة استيعابهم… لكن المهم النتيجة: رد فعل صادق يبان على الشاشة.”
محمد طعيمة: “والجزء الأخلاقي؟ اختيار الدور نفسه؟ وإزاي تحافظ على قيم المجتمع من غير ما تكبت الفن؟”
كمال أبو رية: “أنا مؤمن إن الفنان عنده مسؤولية. الصدق الفني لازم يكون موجود… لكن برضه ما ينفعش أقدم حاجة تضر قيم المجتمع. التوازن ده أهم حاجة. الدور مش مجرد تمثيل… ده رسالة.”محمد طعيمة، وفي الكوميديا تحديدًا… لاحظت أنك تأخذ مواقف صعبة أو تجارب مؤذية، مثل الشراء السيئ أو مواقف العنف، وتحولها إلى كوميديا. وهذا يحتاج مساحة أداء كبيرة جدًا.
كمال أبو رية، هو ده دور الكوميديان. يقدم الوجع بشكل مخفف. يجعل الناس تضحك من غير ما يفقد الموقف معناه. الكوميديا تحتاج مهارة وتوقيت وإحساس عالٍ بالناس.

محمد طعيمة، وفي الآخر… الجمهور شاهد قدرتك في التحويل بين الكوميديا والتراجيديا بسهولة. وهذا ليس سهلًا، فما السر في رأيك؟
كمال أبو رية، الصدق… هو المفتاح. عندما تكون الشخصية طبيعية وقريبة من الناس، تستطيع التحرك بها براحتك… من الضحك إلى البكاء، ومن الخفة إلى العمق. الشخصية هي التي تقودك.
واستمرت فعاليات الندوة لينتقل الحوار للجمهور وطرح الأسئلة على الفنان كمال أبو رية الذي أجاب على جميع الأسئلة الموجهة إليه.
وفي إحدى المداخلات، طلبت طالبة في الفرقة الثانية أن يعيد الفنان كمال أبو رية الغناء، وبالفعل قام أبو رية بغناء أغنية للفنان الراحل عبد الحليم حافظ.
وفي نهاية الندوة، التقط الفنان الصور التذكارية مع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
تابعنا على مواقع التواصل الأجتماعي :-
أسرار الجمال العربي :- فيسبوك ، أنستجرام ، تيك توك ، يوتيوب
مسابقة ملكة جمال الموضة للأطفال العرب