روزاليا اللبنانية… “بتتدبحني” تُعيد الصوت الأصيل إلى الواجهة ببصمة فنية متفرّدة
كتب – محمد جلال :

في زمن تتشابه فيه الأصوات وتضيع فيه ملامح الهوية الغنائية، تبرز الفنانة روزا ليا اللبنانية كأحد أبرز الأصوات التي أعادت التوازن بين الأصالة والحداثة. بصوتٍ يحمل حنين الماضي ورهافة الحاضر، استطاعت روزاليا اللبنانية أن ترسم لنفسها خطًّا فنيًا خاصًا، انعكس في أعمالها التي تجمع بين الصدق والإبداع.
“بتتدبحني”… لوحة صوتية وبصرية تنبض بالشجن
باللون البناني لنجمه روزاليا وأكثرها تداولًا، حيث نجح في ترك انطباع قوي لدى الجمهور. الأغنية التي كتبها الشاعر وليد القنطار جاءت بنصّ عميق يحتضن الألم والبوح بواقعية شاعرية، فيما قدّم المخرج بير قدّار رؤية بصرية متقنة حولت كل جملة إلى مشهد نابض بالإحساس.
قدّمت روزاليا أداءً صادقًا يلامس الوجدان، فكان العمل تجربة مكتملة تجمع بين صوتٍ يقطر إحساسًا وصورة تعزز قوة الكلمة.
“اترُكني لحالي”… وجعٌ يُحكى بصوت ناعم
في أغنية “اترُكني لحالي”، تفتح روزاليا بابًا واسعًا على الألم الإنساني، وتقدّم حالة غنائية تُجسّد الانكسار بعمق وهدوء في آنٍ واحد. بصوتها المتلوّن وقدرتها على إيصال الانفعال، تُمسك المستمع من يد القلب وترافقه في رحلة بين الفقد والخذلان. العمل يبرز نضجها الفني وتقديرها لقيمة الكلمة الموجعة واللحن الحميم.
“بُكرة بتشرق شمس العيد”… دفء الأمل وحضوره
وتكشف روزاليا عن وجهها المشرق في أغنية “بُكرة بتشرق شمس العيد”، حيث تنثر رسائل التفاؤل وتحتفي بالضوء القادم رغم كل العتمة. الأغنية محمّلة بمشاعر إنسانية رقيقة، تُظهر قدرة الفنانة على الانتقال بسلاسة من الحزن العميق إلى الفرح النبيل.
روزاليا… صوتٌ يُنصت له القلب قبل الأذن
ما يجعل روزاليا حالة فنية مختلفة هو هذا الصدق الواضح في أدائها، وقدرتها على تجسيد الكلمة كأنها تعيشها لحظةً بلحظة. في كل ظهور، تمنح الجمهور تجربة راقية تمتزج فيها العاطفة بالنقاء الفني، وتعيد من خلالها الاعتبار لجماليات الأغنية العربية وروحها الأصيلة.
خاتمة:
روزاليا اللبنانية ليست صوتًا عابرًا، بل مشروع فني متين يحمل رؤية واضحة ومسؤولية تجاه الأغنية العربية. بين الأصالة التي تحافظ عليها والحداثة التي تتقن توظيفها، ترسم طريقًا واعدًا مليئًا بالإبداع. ومع “بتتدبحني”، تثبت مجددًا أنها صوتٌ يستحق المتابعة، وأن القادم من أعمالها سيكون أكثر إشراقًا ووقعًا في ذاكرة السامعين